الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه


الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه



مولده ونشأته: 

ولد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في قصر الحصن بمدينة أبوظبي عام 1918. والده الشيخ سلطان بن زايد كان حاكماً لإمارة أبوظبي من (1922-1926م). وكان الشيخ زايد الابن الأصغر من بين أربعة أشقاء، وسُمِّي باسم جدِّه زايد بن خليفة المعروف بـ "زايد الأول" الذي حكم الإمارة من (1885-1909م). 


عمل سمو الشيخ زايد بن سلطان دائماً على تحقيق الوحدة والتضامن سواء بين الإمارات المختلفة ، أو بين دول الخليج بل بين دول العالم العربي ككل ، وفيما قاله عن التضامن بين دول الخليج نذكر قوله: " إن قوة الخليج في وحدته الاقتصادية ، لأنها التحدي الحقيقي الذي سيثبت فيه الإنسان الخليجي مكانته التي يستحقها ، ولأن القوة الاقتصادية هي المقياس الحقيقي للقوة الذاتية الخليجية، تعويضاً للتخلف ، واندفاعا نحو التقدم والرقي"

 

حكم الشيخ زايد لمدينة العين : 


تولى الشيخ زايد حكم العين عام 1946 . ولم تكن ندرة الماء والمال وقلة الإمكانيات حجر عثرة أمام تطوير مدينة العين، بفضل تلك التوجهات فقد افتتحت في عام 1959 أول مدرسة بالعين حملت اسم المدرسة النهيانية كما تم إنشاء أول سوق تجاري وشبكة طرق ومشفى طبي، ولعل أبرز ما تحقق في تلك الفترة الصعبة من تاريخ مدينة العين القرار الذي أصدره الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والقاضي بإعادة النظر في ملكية المياه وجعلها على ندرتها متوفرة للجميع بالإضافة إلى تسخيرها لزيادة المساحات الزراعية . 

 

حكم الشيخ زايد لمدينة ابوظبي :


مع اكتشاف النفط في إمارة أبوظبي في أواخر خمسينيات القرن العشرين بدأ عصر جديد من التطور في منطقة الخليج العربي قلَبَ المشهد الاقتصادي برمته، وعندما صَدَّرت أبوظبي أول شحنة نفط عام 1962 باتت الأمور جليّة والتحديات واضحة للمرحلة الجديدة من تاريخ أبوظبي على جميع الصُّعُد: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية. وكانت السياسية أبرزها، إذ كان البلد في أمسِّ الحاجة إلى رؤية جديدة للحكم لتتصدى لتلك التحديات، وتخطط تخطيطاً ناجحاً لاستغلال أمثل لعوائد النفط، فجاء اختيار عائلة آل نهيان للشيخ زايد ليكون  حاكماً لإمارة أبوظبي في 6 أغسطس 1966 مواكباً تلك المرحلة الجديدة من تاريخ أبوظبي.


بدأ الشيخ زايد بتحقيق إصلاحات واسعة في البلاد، فشرع يطور التعليم والصحة، ويخطط لتطوير المدن وقضايا الإسكان لأفراد الشعب، ووضع برنامجاً ضخماً لعملية الإنماء، وبدأ يدفع أبناء شعبه إلى المشاركة بكل طاقاتهم في هذه العملية، ودعا الكفاءات الأجنبية لدعم هذه المسيرة بالخبرات. ولم تمضِ أيام على تسلمه مقاليد الحكم حتى أعلن إقامة حكومة رسمية حديثة بالإدارات والدوائر، وأوكل عليها المهام  اللازمة لتسيير أمور الدولة.

 

اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة : 


في عام 1968م ، أعلنت بريطانيا قرارها بالانسحاب من المنطقة الواقعة شرقي قناة السويس ، بما فيهم الإمارات على أن يتم الانسحاب الكلي قبل نهاية عام 1971م ، حيث كانت بريطانيا قد وقعت اتفاقية مع شيوخ الأمارات في عام 1891م بعدم التصرف في أي أراضي لها أو أجراء مباحثات مع أي دولة أجنبية دون الرجوع لبريطانيا وأن تتولى هي مسئولية العلاقات الخارجية والدفاع عن الإمارات وتترك لهم مسئولية الشئون الداخلية.


ونتيجة لهذا الانسحاب البريطاني ، تتطلع كل من الشيخ زايد حاكم إمارة أبو ظبي والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم إمارة دبي للوحدة بين كل من الإمارات المختلفة و البحرين و قطر ولكن هذا الحلم لم يكتمل نظراً لعدم رغبة كل من البحرين وقطر في الوحدة ، وعلى الرغم من هذا سعى كل من الشيخين من أجل إكمال وحدة الإمارات العربية ، وبعد العديد من الاجتماعات والمناقشات تم الاتفاق بين حكام الإمارات الست " أبوظبي ، دبي ، الشارقة، عجمان ، أم القيوين ، الفجيرة " على إعلان الاتحاد بينهم ، وذلك في 2 ديسمبر عام 1971م، هذا التاريخ الذي يعد نقطة البداية في بداية الدولة الإماراتية ، حيث إنه في هذا التاريخ تم إعلان تأسيس دولة الإمارات مع أصحاب السمو حكام الإمارات المختلفة في دار الإتحاد بدبي ، كما تولي صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئاسة الدولة ، ونظرا لجهوده المبذولة وإخلاصه من أجل الوحدة بين الإمارات المختلفة تم اختياره أكثر من مرة من قبل حكام الإمارات أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد لفترات حكم متعاقبة ، كما تم تعيين الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم نائباً للرئيس ، وفي العام التالي للإتحاد بين الأمارات انضمت أمارة "رأس الخيمة للاتحاد" 

 

مجلس التعاون الخليجي :


طالما تمثّلت رؤية الشيخ زايد في توحيد جميع دول الخليج، التي تجمعها عوامل مشتركة؛ كالتاريخ والعادات، والتقاليد والاقتصاد، والتقارب الأسري الذي يجمع بين شعوب المنطقة؛ إذ كانت لديه - رحمه الله - قناعة عميقة بفوائد الاتحاد الجمة للإمارات السبع، وجميع دول الخليج أيضاً، وأسفرت رؤيته ورؤية إخوانه في دول الخليج العربية الست عن تكوين تجمع إقليمي وسياسي رسمي؛ إذ وقّع رؤساء هذه الدول: (البحرين والكويت، وعُمان وقطر، والسعودية والإمارات) وثيقة تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية بتاريخ 25   مايو1981 في قمتهم الأولى بأبوظبي .

 

وفاته :


توفي الشيخ زايد رحمه الله في الثاني من نوفمبر عام 2004، لتنتقل من بعده رئاسة الدولة وحكم إمارة أبوظبي إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، الابن الأكبر للشيخ زايد وولي عهد أبوظبي آنذاك، في حين تولى الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أحد أبناء الشيخ زايد، ولاية العهد، لتواصل إمارة أبوظبي تحت قيادتهم وتوجيهاتهم التي تسترشد بقيم المغفور له الشيخ زايد ازدهارها وتقدمها.


أحدث أقدم